روى الرواة أنه في العام 1432هـ والعام 1433هـ وأعوام عديدة قبلها حدثت في العالم الإسلامي مظاهر غريبة جدا احتار الرواة في كيفية تفسيرها, ومن تلك المظاهر:
- قتل آلاف المسلمين!! على مدى عشرة أشهر!! في أحد بلدان المسلمين!! وهي سوريا, والروايات تؤكد أنهم آلاف وليسوا آحادا أو عشرات أو مئات, والغريب الذي لا يكاد يصدق أن أمة الإسلام كان عددها قرابة المليار والنصف ومع ذلك لم تتحرك لإيقاف هذا القتل الرهيب الحادث لإخوانهم. وما يزيد الاستغراب أن صور هذا القتل الرهيب ومشاهده لم تكن تروى رواية فقط للمسلمين وقتها بل كانوا يرونها بأعينهم وتنقل لهم يوميا على الشاشات وغيرها.
- بينما المسلمون يقتلون في سوريا وغزة ودماج اليمن وأفغانستان وباكستان وكشمير وقبلها في العراق وغيرها كانت قنوات مرئية عربية تقوم ببث أفلام لا عن الجهاد والاستعداد له ولكن عن الحب والهوى والعشق, ويظهر في هذه الأفلام والمسلسلات نساءٌ بتبرج كبير جدا بل كن كاسيات عاريات, ويظهر في هذه الأفلام من صور المجون المحرمة مع الرجال ما لا يكاد يتوقعه عقل إنسان مسلم. ولا نعلم هل نسوا أن الإسلام لا يرضى ظهور امرأة ولو بأقل درجات التبرج أمام الرجال فكيف بكل هذه الصور الماجنة المحرمة. ولا ندري كيف مُيِّع تمسك الأمة وكيف حدثت هذه الجرأة على الله ببث كل هذه المحرمات التي كان يشاهدها الملايين من المسلمين. ثم لا يُدرَى كيف رضوا بهذه المظاهر التي فضلا عن حرمتها وإثمها الشرعي فإنها لا تتناسب مع ما كان يعيشه إخوانهم المسلمون وقتها من قتل وذبح وتشريد وتنكيل وأسر وتعذيب وانتهاك أعراض وحرمات.
- وبينما كان أطفال المسلمين يذبحون في سوريا كانت توجد محطات إذاعية غنائية بإمكانيات كبيرة تبث أغاني الحب والغرام والميوعة!!.
- بينما المسجد الأقصى أسيرٌ في ذلك الوقت منذ عقود بل ومهدد بالهدم كان هناك من يقيم مسابقات ضخمة للغناء والطرب لتشجيع!! شباب وشابات شعوب الأمة على ذلك!.
- ويبدو أنه فات على عديد من المسلمين أن من أهم أسباب عجزهم عن إنقاذ إخوانهم المذبحين المعاصي ومن ينشرها في الأمة. فنصر أمة الإسلام وعودة عزها وقوتها مرتبط بمدى تمسكها بدينها ومحاربتها للمنكرات وسيرها على منهج الله في كل أمور حياتها.
- مما لا يكاد يصدق أن صحف المسلمين كانت تشارك في الدعاية لهذه المحرمات والمسلسلات المختلطة الماجنة ومسابقات الأغاني بإعلانات عديدة ومتكررة!.
- مما يتعجب منه أيضا في تلك الفترة أن هذا الإلهاء بما يضيع المسلمين كان حاصلا في وقت كانت فيه الأمة بشكل عام متأخرة كثيرا في جوانب القوة المادية والعسكرية مقارنة بما وصلت إليه بلاد العالم الأخرى بما فيها بلاد الكفر المحاربة للمسلمين, والأصل أن ذلك الوقت يعتبر وقت طوارئ سواء بسبب ما يتعرض له المسلمين من قتل وتنكيل أو بسبب هذا التأخر الكبير عن ركب العالم المتقدم في ذلك العصر.
- الغريب أيضا أن ذلك التضييع كان يحصل في وقت اشتدت فيه مؤامرات أعداء الدين من أكثر من جهة وطائفة لاضطهاد المسلمين والتنكيل بهم ولتخريب عقائدهم وللسيطرة عليهم وعلى مقدراتهم.
- أيضا بينما المسلمون يعانون من كثير من مظاهر الاضطهاد والتشرد والفقر والحاجة والعوز بل والمجاعات التي يموت فيها عشرات ومئات الآلاف؛ كان هناك من يبذر أموال الأمة في دعم المطربين والمطربات وفناني وفنانات أفلام المجون والمحرمات وبرامجهم بمئات الملايين . وكان العديد من المسلمين يبذرون الكثير من الأموال في ترفيه ولهو بينما إخوانهم يموتون جوعا في أقطارأخرى.
- وبغض النظر عن عدم ملائمة تلك المظاهر مع الواقع في ذلك الوقت, يستغرب جدا الرواة كيف رضيت وتهاونت الأمة بهذه المظاهر من المنكرات التي كانت تُعرض وتُشاهد في منازل ودور مئات الملايين من المسلمين,.. أنسيت عظمة الله ؟ وهل نُسِيَ الخوف منه سبحانه؟ وهل نسي أن العظيم الجليل يغضب من إصرار الأفراد والمجتمعات على ما لا يرضاه خاصة ما تكون فيه مجاهرة لله أمام رؤوس الأشهاد بلا خجل ولا وجل منه. بل حتى أنه أصبح من كثرة انتشاره والتساهل به كأنه ليس من المنكرات التي لا يرضاها الدين. ولا شك أنه حدث في عصور أخرى تقصير من المسلمين في بعض مظاهر المعاصي ولكنها لم تكن بمثل هذا الانتشار والمجاهرة والإصرار كما حدث في هذا العصر الذي نتحدث عنه, ولا شك أن هذه المظاهر وبالطبع غيرها من مظاهر التقصير في حق الله كانت من أسباب ذلك الضعف والهوان والتخبط والذل والعجز الذي عاشته الأمة في ذلك العصر. وقد كانت موجودة في نفس ذلك العصر مظاهر خير ورجوع وصلاح في الأمة ولكن للأسف كان إفساد أهل الشرور ظاهراً ومنتشراً وهو ما أخر رجوع وصلاح حال الكثير من الأمور في الأمة وأدى إلى تأخر تحقق الحفظ والنصر والتمكين في ذلك العصر.
- سؤال يُسأل: هل نسي المسلمون في ذلك العصر أن المجتمعات تعاقب بذنوب أفراد منها جاهروا بالمعاصي إن لم يأخذوا على أيديهم, فكيف بالسكوت على ما يقوم به أفراد من أعمال لا يرضاها الله لا في شأن أنفسهم فقط بل ينشرونها في أوساط الملايين من المسلمين. فهل غاب عن أذهان المسلمين وقتها قوله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)"الإسراء:16", وقوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)"الأنفال:25".
- ومن المظاهر الأخرى العجيبة أنه بينما الثكالى والأيامى يصرخون في بلاد عديدة من بلاد الإسلام كان ملايين المسلمين في بلاد أخرى يُلْهَونَ ويَلتَهون بمتابعة مباريات الكرة.
- وبينما العشرات من نساء المسلمين وآلاف من رجال المسلمين مأسورين عند اليهود والنصارى وغيرهم, كان أكثر بقية المسلمين يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي وكأن الذي حدث ليسوا مسؤولين عنه, وكأنهم نسوا قول الإمام النووي رحمه الله: "أن أسر مسلم أو مسلمين يعتبر كدخول الأعداء ديار الإسلام", وما قاله الفقهاء بأنه واجب على الأمة تخليص أسرى المسلمين بكل السبل المتاحة.
- وبينما نساء مسلمات يُهانن ويضطهدن ويغتصبن في أكثر من بلد من بلاد المسلمين, وبينما تمادى الأعداء بالمسلمين واستخفوا بهم حتى أنه نقل بالصورة تبولهم على شهداء مسلمين؛ لم ينقل الرواة أن الأمة قامت بسرعة وبكل همة وبدون تباطؤ لكي تغير حالها وتصلح مسارها لتغير هذا العار الذي كل الأمة مسؤولة عنه إن لم تقم بدورها وتؤدي أماناتها ومسؤولياتها تجاه ذاك الواقع الذي يؤلمنا نقله في كتب التاريخ وكتابته, فكيف سَكَت عن هذا الواقع من عاشوه وعاصروه.
- من التناقضات العجيبة أيضا أن قيم الدين وأحكام الشرع كانت تُدَرِّس في الكثير من مناهج التعليم ولكن ما يحصل في وسائل الإعلام عكسها تماما, ومثل مذهل في هذا الجانب أنه كان يدرس أن على المرأة ألا تظهر وجهها ولا شعرها للأجانب, وأما في الإعلام فكانت المرأة لا تظهر فقط متبرجة بل كاسية عارية وشبه عارية وتخالط الأجانب وتقيم علاقات العشق والمجون معهم , ويا للهول كانت وسائل الإعلام تُظهِرُ صورهم وهم في ذلك المجون, والأدهى والأعجب مليون مرة أن هؤلاء المناقضون تماما لما يُدرَّس ويُعلَّم يُبجلون ويُوقرون في الصحف! وكانوا يسمون أبطالا ونجوما ويُظْهَرُونَ كنماذج يُعْجَبُ بها ويُشَار لها بالبنان في مجتمعات المسلمين!.
- أيضا من الغريب أن العديد من القنوات والصحف التي كانت تجاهر العظيم بالطامات مما لا يرضاه كان موجودا فيها في نفس الوقت برامج وصفحات دينية تذكر بأمور دينية وشرعية!.
- يعتقد الرواة أن الأمة في ذلك العصر غُيِّبَ عنها مثل قول ابن عمر رضي الله عنه عندما وقف أمام الكعبة وقال: ( ما أعظمك وأعظم حرمتك, والمؤمن أعظم عند الله حرمة منك), وقوله أيضا: (لزوال السماوات والأرض أهون على الله من قتل رجل مسلم). أو ربما أنهم خُدِّرُوا تخديرا عظيما بتلك الوسائل المفسدة المضيعة الذي انتشرت في ذلك العصر حتى أنهم لم يخافوا من مثل هذه الأقوال ونسوا مسؤولياتهم.
- نعم ذكر الرواة أن تلك الفترة كان يوجد بها الملايين من المسلمين الذين كانوا يحترقون غيرةً على ما يحصل لإخوانهم ويدعون لهم من أعماق قلوبهم, ولكن إفساد المفسدين وتمييعهم لدين الأمة أعاق وضيع على الكثير من هؤلاء الغيورين التوجه الكامل والسريع لسبيل استعادة التمكين والذي سيمكن الأمة من ردع المعتدين, ألا وهو عودتها إلى التمسك الحق الكامل بالدين.
** أخيرا..هذا بعض ما سطره التاريخ بعد مائة عام وبالطبع لم تشمل هذه العجالة كل ما كتبه عنا!.
- قتل آلاف المسلمين!! على مدى عشرة أشهر!! في أحد بلدان المسلمين!! وهي سوريا, والروايات تؤكد أنهم آلاف وليسوا آحادا أو عشرات أو مئات, والغريب الذي لا يكاد يصدق أن أمة الإسلام كان عددها قرابة المليار والنصف ومع ذلك لم تتحرك لإيقاف هذا القتل الرهيب الحادث لإخوانهم. وما يزيد الاستغراب أن صور هذا القتل الرهيب ومشاهده لم تكن تروى رواية فقط للمسلمين وقتها بل كانوا يرونها بأعينهم وتنقل لهم يوميا على الشاشات وغيرها.
- بينما المسلمون يقتلون في سوريا وغزة ودماج اليمن وأفغانستان وباكستان وكشمير وقبلها في العراق وغيرها كانت قنوات مرئية عربية تقوم ببث أفلام لا عن الجهاد والاستعداد له ولكن عن الحب والهوى والعشق, ويظهر في هذه الأفلام والمسلسلات نساءٌ بتبرج كبير جدا بل كن كاسيات عاريات, ويظهر في هذه الأفلام من صور المجون المحرمة مع الرجال ما لا يكاد يتوقعه عقل إنسان مسلم. ولا نعلم هل نسوا أن الإسلام لا يرضى ظهور امرأة ولو بأقل درجات التبرج أمام الرجال فكيف بكل هذه الصور الماجنة المحرمة. ولا ندري كيف مُيِّع تمسك الأمة وكيف حدثت هذه الجرأة على الله ببث كل هذه المحرمات التي كان يشاهدها الملايين من المسلمين. ثم لا يُدرَى كيف رضوا بهذه المظاهر التي فضلا عن حرمتها وإثمها الشرعي فإنها لا تتناسب مع ما كان يعيشه إخوانهم المسلمون وقتها من قتل وذبح وتشريد وتنكيل وأسر وتعذيب وانتهاك أعراض وحرمات.
- وبينما كان أطفال المسلمين يذبحون في سوريا كانت توجد محطات إذاعية غنائية بإمكانيات كبيرة تبث أغاني الحب والغرام والميوعة!!.
- بينما المسجد الأقصى أسيرٌ في ذلك الوقت منذ عقود بل ومهدد بالهدم كان هناك من يقيم مسابقات ضخمة للغناء والطرب لتشجيع!! شباب وشابات شعوب الأمة على ذلك!.
- ويبدو أنه فات على عديد من المسلمين أن من أهم أسباب عجزهم عن إنقاذ إخوانهم المذبحين المعاصي ومن ينشرها في الأمة. فنصر أمة الإسلام وعودة عزها وقوتها مرتبط بمدى تمسكها بدينها ومحاربتها للمنكرات وسيرها على منهج الله في كل أمور حياتها.
- مما لا يكاد يصدق أن صحف المسلمين كانت تشارك في الدعاية لهذه المحرمات والمسلسلات المختلطة الماجنة ومسابقات الأغاني بإعلانات عديدة ومتكررة!.
- مما يتعجب منه أيضا في تلك الفترة أن هذا الإلهاء بما يضيع المسلمين كان حاصلا في وقت كانت فيه الأمة بشكل عام متأخرة كثيرا في جوانب القوة المادية والعسكرية مقارنة بما وصلت إليه بلاد العالم الأخرى بما فيها بلاد الكفر المحاربة للمسلمين, والأصل أن ذلك الوقت يعتبر وقت طوارئ سواء بسبب ما يتعرض له المسلمين من قتل وتنكيل أو بسبب هذا التأخر الكبير عن ركب العالم المتقدم في ذلك العصر.
- الغريب أيضا أن ذلك التضييع كان يحصل في وقت اشتدت فيه مؤامرات أعداء الدين من أكثر من جهة وطائفة لاضطهاد المسلمين والتنكيل بهم ولتخريب عقائدهم وللسيطرة عليهم وعلى مقدراتهم.
- أيضا بينما المسلمون يعانون من كثير من مظاهر الاضطهاد والتشرد والفقر والحاجة والعوز بل والمجاعات التي يموت فيها عشرات ومئات الآلاف؛ كان هناك من يبذر أموال الأمة في دعم المطربين والمطربات وفناني وفنانات أفلام المجون والمحرمات وبرامجهم بمئات الملايين . وكان العديد من المسلمين يبذرون الكثير من الأموال في ترفيه ولهو بينما إخوانهم يموتون جوعا في أقطارأخرى.
- وبغض النظر عن عدم ملائمة تلك المظاهر مع الواقع في ذلك الوقت, يستغرب جدا الرواة كيف رضيت وتهاونت الأمة بهذه المظاهر من المنكرات التي كانت تُعرض وتُشاهد في منازل ودور مئات الملايين من المسلمين,.. أنسيت عظمة الله ؟ وهل نُسِيَ الخوف منه سبحانه؟ وهل نسي أن العظيم الجليل يغضب من إصرار الأفراد والمجتمعات على ما لا يرضاه خاصة ما تكون فيه مجاهرة لله أمام رؤوس الأشهاد بلا خجل ولا وجل منه. بل حتى أنه أصبح من كثرة انتشاره والتساهل به كأنه ليس من المنكرات التي لا يرضاها الدين. ولا شك أنه حدث في عصور أخرى تقصير من المسلمين في بعض مظاهر المعاصي ولكنها لم تكن بمثل هذا الانتشار والمجاهرة والإصرار كما حدث في هذا العصر الذي نتحدث عنه, ولا شك أن هذه المظاهر وبالطبع غيرها من مظاهر التقصير في حق الله كانت من أسباب ذلك الضعف والهوان والتخبط والذل والعجز الذي عاشته الأمة في ذلك العصر. وقد كانت موجودة في نفس ذلك العصر مظاهر خير ورجوع وصلاح في الأمة ولكن للأسف كان إفساد أهل الشرور ظاهراً ومنتشراً وهو ما أخر رجوع وصلاح حال الكثير من الأمور في الأمة وأدى إلى تأخر تحقق الحفظ والنصر والتمكين في ذلك العصر.
- سؤال يُسأل: هل نسي المسلمون في ذلك العصر أن المجتمعات تعاقب بذنوب أفراد منها جاهروا بالمعاصي إن لم يأخذوا على أيديهم, فكيف بالسكوت على ما يقوم به أفراد من أعمال لا يرضاها الله لا في شأن أنفسهم فقط بل ينشرونها في أوساط الملايين من المسلمين. فهل غاب عن أذهان المسلمين وقتها قوله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)"الإسراء:16", وقوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)"الأنفال:25".
- ومن المظاهر الأخرى العجيبة أنه بينما الثكالى والأيامى يصرخون في بلاد عديدة من بلاد الإسلام كان ملايين المسلمين في بلاد أخرى يُلْهَونَ ويَلتَهون بمتابعة مباريات الكرة.
- وبينما العشرات من نساء المسلمين وآلاف من رجال المسلمين مأسورين عند اليهود والنصارى وغيرهم, كان أكثر بقية المسلمين يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي وكأن الذي حدث ليسوا مسؤولين عنه, وكأنهم نسوا قول الإمام النووي رحمه الله: "أن أسر مسلم أو مسلمين يعتبر كدخول الأعداء ديار الإسلام", وما قاله الفقهاء بأنه واجب على الأمة تخليص أسرى المسلمين بكل السبل المتاحة.
- وبينما نساء مسلمات يُهانن ويضطهدن ويغتصبن في أكثر من بلد من بلاد المسلمين, وبينما تمادى الأعداء بالمسلمين واستخفوا بهم حتى أنه نقل بالصورة تبولهم على شهداء مسلمين؛ لم ينقل الرواة أن الأمة قامت بسرعة وبكل همة وبدون تباطؤ لكي تغير حالها وتصلح مسارها لتغير هذا العار الذي كل الأمة مسؤولة عنه إن لم تقم بدورها وتؤدي أماناتها ومسؤولياتها تجاه ذاك الواقع الذي يؤلمنا نقله في كتب التاريخ وكتابته, فكيف سَكَت عن هذا الواقع من عاشوه وعاصروه.
- من التناقضات العجيبة أيضا أن قيم الدين وأحكام الشرع كانت تُدَرِّس في الكثير من مناهج التعليم ولكن ما يحصل في وسائل الإعلام عكسها تماما, ومثل مذهل في هذا الجانب أنه كان يدرس أن على المرأة ألا تظهر وجهها ولا شعرها للأجانب, وأما في الإعلام فكانت المرأة لا تظهر فقط متبرجة بل كاسية عارية وشبه عارية وتخالط الأجانب وتقيم علاقات العشق والمجون معهم , ويا للهول كانت وسائل الإعلام تُظهِرُ صورهم وهم في ذلك المجون, والأدهى والأعجب مليون مرة أن هؤلاء المناقضون تماما لما يُدرَّس ويُعلَّم يُبجلون ويُوقرون في الصحف! وكانوا يسمون أبطالا ونجوما ويُظْهَرُونَ كنماذج يُعْجَبُ بها ويُشَار لها بالبنان في مجتمعات المسلمين!.
- أيضا من الغريب أن العديد من القنوات والصحف التي كانت تجاهر العظيم بالطامات مما لا يرضاه كان موجودا فيها في نفس الوقت برامج وصفحات دينية تذكر بأمور دينية وشرعية!.
- يعتقد الرواة أن الأمة في ذلك العصر غُيِّبَ عنها مثل قول ابن عمر رضي الله عنه عندما وقف أمام الكعبة وقال: ( ما أعظمك وأعظم حرمتك, والمؤمن أعظم عند الله حرمة منك), وقوله أيضا: (لزوال السماوات والأرض أهون على الله من قتل رجل مسلم). أو ربما أنهم خُدِّرُوا تخديرا عظيما بتلك الوسائل المفسدة المضيعة الذي انتشرت في ذلك العصر حتى أنهم لم يخافوا من مثل هذه الأقوال ونسوا مسؤولياتهم.
- نعم ذكر الرواة أن تلك الفترة كان يوجد بها الملايين من المسلمين الذين كانوا يحترقون غيرةً على ما يحصل لإخوانهم ويدعون لهم من أعماق قلوبهم, ولكن إفساد المفسدين وتمييعهم لدين الأمة أعاق وضيع على الكثير من هؤلاء الغيورين التوجه الكامل والسريع لسبيل استعادة التمكين والذي سيمكن الأمة من ردع المعتدين, ألا وهو عودتها إلى التمسك الحق الكامل بالدين.
** أخيرا..هذا بعض ما سطره التاريخ بعد مائة عام وبالطبع لم تشمل هذه العجالة كل ما كتبه عنا!.