هي أصغر من راحة اليد ومع ذلك فإنها تخلص الجسم من المواد السامة وتخرجها خارجه، وهي توازن نسبة الماء في الدم فتثبت الضغط الأسموزي للدم، وتحافظ على مكونات الدم من خلايا وصفائح وسكريات وأملاح، وتحافظ على التوازن الحامضي القاعدي للدم فتجعل الأس الأيدروجني ph للدم عند مستوى ثابت هو 74.
إنها الكِلية التي تقوم بهذه العمليات المعقدة والتي بدونها يتسمم الإنسان ويموت من فوره. إنها الكِلية التي أفرد لها الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله - حلقة كاملة من برنامج "العلم والإيمان" وأطلق عليها المعجزة.
فهي معجزة إلهية بحق... معجزة في تشريحها حيث أنها من بدائع صنع الله على صغرها محاطة من الخارج بالقشرة المحتوية على أجسام صغيرة كروية الشكل تصل عددها إلى حوالي مليون يخرج منها أنابيب تسمى بالأنابيب الكلوية توصل تلك الكريات بحوض الكلية، يتفرع من كل ذلك حوالي مليون وحدة فسيلولوجية تسمى بالنفرون يصل طولها إذا فردناها إلى 380 مترا تدور في الدم لاستخلاص اليوريا والمواد السمية الأخرى من الجسم لتطرحها في المثانة تمهيدا لإخراجها من الجسم.
وهي معجزة في موضعها الذي حماها الله به فهي محاطة بكمية من الدهن المثبت يتلقى عنها الصدمات ويحميها ويثبتها في مكانها أثناء المشي والجري واللعب والجلوس والنوم وباقي مناشط الحياة. وهي معجزة في جمالها.. فرغم كل العمليات المعقدة التي تقوم بها إلا أن الله الستير ستر هذه المجاري والمسالك التي تسلكها وغطاها بجلد نضر لا نرى من تحته هذه العمليات ولا ينالنا من قذارتها. وهي معجزة لأن الله جعل للإنسان منها اثنتين فإذا توقفت إحداها عن العمل لأي سبب أو تبرع بها صاحبها لمصاب عملت الأخرى دون كلل.
إن هذه المعجزةالإلهية العظيمة نعمة كبيرة تتجلى لمن يزور مرضى الكِلية الذين يضطرون للذهاب يوميا للمستشفى لإدخال دمهم بالكامل عبر جهاز ضخم هائل ليقوم بشكل مؤلم وبآثار جانبية بجزء من أعمال الكِلية فالحمد لله رب العالمين على نعمة التي لا تُعد ولا تُحصى.
المصدر موقع اقرأ